من مذكرات استاذ جامعي/بقلم الاستاذ/أ،، /د،، /احمد موسى
“ التكوين الوجداني والإعلام “
منذ كنت معُيداً فى الجامعة كنتُ عضواً فى نادي القاهرة للسينما ، وهذا النادي يعرض كل أسبوع فيلماً لا يعرض فى السوق التجاري فى قاعة إيورت فى الجامعة الأمريكية في ميدان التحرير فى القاهرة ، وكانت دولة الإنتاج تشترط عرضه مرة واحدة فقط ، أي ﻻ يدور في ماكينة العرض إﻻ مرة واحدة فقط ، فكانت حفلة العرض من الساعة السابعة الى الساعة العاشرة مساءً يعقبها ندوة مناقشة للفيلم ، ثم يعود الفيلم الى بلده وكانت إدارة النادي توزع كُتيبأً صفيراً مع الفيلم ، يتناول التفأصيل الفنية له من حيث الإضاءة الى المونتاج إلى حركة الممثلين وحتى الموسيقى التصويرية للفيلم ، إلى جانب بعض الأمور الفنية الاخرى ، فكان اﻹنسان يتمتع بكل هذا ، إلى جانب أن الفيلم إذا كان باللغة الإنجليزية أو الفرنسية ، فلم تكن تصاحبه ترجمة إلا إذا كان بلغة غير هاتين اللغتين ، كان يترجم الى إحداهما ، وفى ليلة من ليالي العرض وزع علينا الكُتيب الذى يقول أن فيلم الليلة هو فيلماً إيرانياً بعنوان "الغريب" وهو ( مثال لما يجب ألا يكون عليه الفيلم الجيد ) ، فهذا الفيلم به أخطاء فى كل شئ فى الإضاءة وفى حركة الممثلين وفى الديكور وفى المونتاج وكل النواحي الفنية ، والغريب أنه بعد سنوات قليلة قد توج أحد الأفلام الإيرانية بأكبر جائزة سينمائية في العالم وهي جائزة الاوسكار ، تذكرت هذا عندما كنت اشاهد مسلسل تركي بعنوان خطايا العشق ، يعرض على قناة صدى البلد التى أتابع فيها بعض البرامج السياسية ، وجدنه مسلسلاً أولاً يفتقر الى المنطق ، "السينما والتليفزيون التركي متقدم علئ مثله الإيراني بسنوات" ، فهو يعرض بيت أستاذاً جامعياً وزوجته أستاذ جامعي كذلك ولكنهما فى منتهى الهبل ، تتلاعب بهما إبنتهما الى جانب طالب يتحدى أساتذته بمنتهى الجرأة ، فوجدت أنه يعرض حياةً جامعية بعيدة عن الواقع المصري فالعلاقات بين الشباب بلا إنضباط ، وسألت نفسي ما المقصود بعرض تلك الأمور المختلفة تماماً عنا ، ونحن نعمل على بناء مجتمع جديد لم أجد إجابه إلا أن التجارة لا تهتم إلا بالربح فقط ، لذلك قلت لو تم تشكيل مجلساً من علماء الدراسات الإنسانية ، وبعض الفنانين المثقفين لإختيار ما يعرض فى التليفزيون المصري حكومي كان أو خاص ، وهو الذي يدخل كل بيت يكون هذا أفضل من ترك تجار بلا وعي تربوي يختارون ما يعرض وقد يكون السم في العسل ، وقد يقول البعض هناك مؤشر غير به ما لا يعجبك ، أقول نحن ندعو الى صحيح التربية وليس الى حرية الإختيار.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية