القصة القصيرة(العشرة) /بقلم الاستاذ الاديب/أ /د/محمد موسى
♠ ♠ ♠ العشرة ♠ ♠ ♠
♠♠ في ثقافة المصريين كما في ثقافة البلاد العربية ، تركيبات لغوية قد لا تجدها في غيرهم من لغات باقي الشعوب ، وهذه اللغه تعكس مكنون الشخصية وتفسر طريقة سيرها في الحياة ، وهناك قصة لشاب تعكس هذا فقد تزوج بشكل تقليدي من بنت قد رأها في زيارة للجيران ، ولأنه من بيت يقدس العلاقات بين من يسكنه ، لذلك قال الحب سوف يأتي في يوم من الأيام بالعشرة ، ورغم الإختلافات في شخصيته هو عن شخصية العروس إلا أن الزواج كان يفرض عليه الحياة بود ولو مصتنع ، ودائماً ما كان يردد بينه وبين نفسه أقوال العقلاء ، بأن البيوت لا تُبنى على الحب الذي قد يخضع للتقلبات بل تُبنى على المودة والرحمة بين الأزواج ، وهكذا مرت بينهما الأيام خصوصاً بعد أن حملت بولد وبعده بقليل حملت بأخر ، لذلك تفرغ لتربية وتوجيه الأبناء متجاوزاً للكثير من الإختلافات بينهما ، وحملت هي مرة ثالثة وبدون علمه أسقطت الحمل ، ولما عاتبها على فعلها الذي لا يرضي الله أخبرته كيف أأتي بثالث وأنتً دخلك لا يكفي لتربية إثنين ، وسكت عنها وصبر وكبر الأبناء وتخرجا من الجامعة ، وعمل الكبير ثم عمل الصغير ، ولم يتسرع وأنتظر حتى عمل إبنه الأصغر وصبر حتى تقاضى الأصغر راتبه وأطمئن عليه ، وهنا ذهب إليها ليقول لها سنوات طويلة وأنا أتجمل لكِ وأصبر من أجل أولادي ، ولكن الأن وبعد عشرتي معاكِ بالمعروف وقد إطمئن قلبي على أولادي "فأنتِ طالق" وكل حقوقك الشرعية سوف تصل إليكِ وفعل ، وترك البيت ليعيش وحده وكأنه بدأ حياته من جديد حيث تطورت حياته وحقق في هذا الوقت ما لم يسبق تحقيقه ، وكان يسأل نفسه هل بارك لي الله الأن بعد أن أديت الأمانه وحفظت العشرة ، وهنا حاولت هي التودد له حتى يعود إليها ، ولكنه كان قد إنشغل بما يحقق به ما لم يحققه من قبل ، ورفض حتى فكرة الزواج ممن حوله وكان يقول ما أريد تحقيقه يستحق التفرغ له ، إلى جانب أنه لم يستصيغ فكرة الزواج مرة أخرى فيبدو أن بعض الناس رجال ونساء ، عندما يتزوج مرة لا يستطيع أن يكرر فكرة الزواج مرة أخرى ، وهذا الأمر لم يجعله يفكر فيها أو في غيرها وحتى بعد تدخل الكثيرين ، لكي تعود المياه لمجاريها فكان يقول لهم لو عادت المياه لمجاريها لن تعد مياه صالحة للحياة ، لذلك صد الجميع ونظر للأمام ولم يعد ينظر للخلف ، وحقق للأنباء كل ما كانا يريدانه وأكثر ، فحاله الأن أفضل بكثير ومضت السنوات وهو يترقى ويحقق ما لم يحققه عندما كانت معه ، وطلب منه إبنه الأكبر الزواج من زميلته فوافق وخطبها له ، وتم زواج الأبن د دون ما يشعر من حوله من أهل العروس أنه منفصل عن أم العريس ، وبقدر الله عاد إلى الزوجه التي كان قد طلقها عندما شعر أن الأبناء سوف يذهب كل منهما لبيته وتظل هي وحيدة ، والعشرة بين أبناء الأصول تمنع الضرر بين من كان في يوم من الأيام يربطهما الميثاق الغليظ ، وأيضاً للمحافظة على صورة الأبناء أمام عائلات زوجاتهما ، وكان كثيراً ما يردد أن الحياة لا تعطي للإنسان كل شيء ، فلابد من القول الحمد لله.
♠ ♠ ♠ ا. د/ محمد موسى
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية