الجمعة، 29 يناير 2021

صانعُ المعروف /بقلم الاستاذ الشاعر /.محمد حميدي

صانعُ المعروف

--------------------

أيا طفل الخيامْ

عليك السلامْ

من قلب محب متألِّمٍ

أضناه حالُك والمُقامْ

يا ويحَنا مانفعُ قولِنا

وما نفعُ الكلام

وأطفال في العراء تشتتوا

بين السيول نيام 

لا ربما يحلمون بنوم 

فلا ثمن للأحلام

يحلمون بوسادةٍ أو مهدٍ

فيه أو عليه المُقام

لعل فيه بعضُ دفءٍ

تسكنُ به العظام

أو ربمايحلُمُون بنورٍ

بآخر أفق الظلام

فيخالونَهُ نارا به يصطلون

ويتطاير الرماد بين الركام

فالخيمةُ شطرُ جدارٍ

فيه بعض المرام

وأشطار أقمشة تُنازع البِلا

كأنها غربال يُصدُّ به السهام

فسهام البرد من كل حدب

تنفُذُ تنفُذُ حتى العظامْ

لعل النارَ تنيرُ الخيمةَ برهةً

وتستأنس بالخيامِ الخيامْ

تعودُ الرجفةُ لليدين وما ذهَبَتْ

لكنْ ماعاد نفعٌ للأحلام

فقد اشتدَّ العصفُ وعلا صفيرُه

وانطفأ نورُ الحلُم وطغى الظلام

وفي رُكنٍ من الخيمة تعانقوا

لعل الأرواحَ تفيض بدفءِ الأوهام

ويُسدَلُ لليلِ ستارُ بؤسٍ ناهشٍ

ويُقبلُ مع النهارِ أملٌ به تذوي الآلامْ

ولا يرون الشمس للمغيب مالت

وقد رأَو ظلاً تطاول للأقزام

ويُقبلُ صانعُ المعروف

ويلقي السلام

ويمد يد العون فعلاً

لا بالقولِ أوِ الكلام

وينادي على الملأ

يا أهلَ الخيام

هلمُّوا إلى ديارٍ لكم

يطيب فيها المُقام

وكأنما أخذتني سِنةٌ

أو نازعت فكريَ الأحلام

ياصانعَ المعروف جزيتَ خيرَهُ

فالمولى حيٌّ لا ينام

مولاي هيِّئ لنا من فضلك فرجاً

قلَّ صانعوُ المعروف وقلَّ مَنِ استقام


محمد  حميدي


 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية