آخر الكلام/بقلم الاستاذ/أ.. /د،، /محمد موسى
من جميل فضل الله ، أنه يرزق الطائع والعاصي ، ويعطي الدنيا لمن آمن ولمن كفر ولكل مجتهد سواءً بسواء ، ولكنه يعطي الآخرة بعدله وفضله لمن آمن فقط ، ومن جميل فضل الله ، أنه يأخذ بالحاكم الظالم لشعبه ، مسلماً كان أو غير مسلم ، ويترك الحاكم العادل مسلماً كان أو غير مسلم ، وحتى لو كان كافر به سبحانه وتعالى ، من هنا أرسل الله سبحانه وتعالى موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون ، الذي تخطى كل الخطوط الحمراء ، وقال مستخفاً بالعقول وبالله العظيم ، ( أنا ربكم الأعلى ) ، وقال لهما (إذهبا إلى فرعون إنه طغى ) ، ولم يقل لهما إنه كفر ، فالله سبحانه وتعالى غني عن كل العباد ، المؤمن منهم والكافر ، فلو إجتمع الناس على قلب أتقى رجل ، ما زاد ذلك في ملك الله سبحانه وتعالى ، ولو إجتمع الناس على قلب أفجر رجل ما نقص ذلك من ملك الله سبحانه وتعالى ، ذلك لأنه غني عن العالمين وبدأ القول في القرأن الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم) أي سبقت رحمته للعالمين كل ما سيأتي في هذا الكتاب العظيم ، ومن جميل فضل الله أنه يغفر الذنوب جميعاً وليس عنده ذنب لا يغتفر ، والذنب الذى لا يغفر فقط هو الذنب الذي يعتقد العبد أن الله لا يغفره ، حتى ولو (ناكح أمه في جوف الكعبه نهار رمضان) ، فلا يئس من رحمة الله .
ومن جميل ستر الله ، أنه لم يجعل البعض يطلع على ما في قلوب البعض ، حتى لا يتمزق المجتمع ويضيع بين الناس الود ، وجعل هناك قاعدة يتعامل الناس جميعاً بها دون ما يفضح ما في القلب ، ( إظهروا لنا محاسن أخلاقكم والله أعلم بالسرائر) ، جمال وكمال وبهذا يكفي أن أكون حسن الخُلق مع غيري ، حتى يألف بعضنا بعض ، وبهذا أمسك لساني عن وصف هذا أو ذاك بأنه كذا وكذا ، والعاقل منا من شغل نفسه بنفسه عن الأخرين ، وترك نيات العباد لرب العباد ، وأمسك لسانه ودان نفسه ، لو فعل كل منا هذا لكانت الحياة ، رغم كل الصعاب مقبولة ومحتملة.
ولما ولد (الهدى) رسول الله ﷺ ، عمت الأرض بالبهجة ، وأنطفئت نار كسرى ، وتصدع إيوان قيصر ، وفاضت بحيرة ساوى ، بميلاد من يهدى البشر ، ويجعل منهم من يسبح بحمد ربه كما تسبح كل الخلائق ، (ولكن لا تفقهون تسبيحهم) ، ومن يومها يسبح الحجر والبشر ، معاً لله الواحد القهار ، ما أحوجنا في هذه الأيام إلى رسول الله ﷺ ، ليخرج أمته مما هي فيه ، وتعود كل بلادنا العربية عزيزة أبيه ، ويعم فيهم الأمن والسلام ، ويعيش الجميع في أمن وآمان.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية