الجمعة، 7 أغسطس 2020

جمعاً مبارك/بقلم الاستاذ/نافزظاهر

،،،،،،،،،،،،،،،،،، جمعاً مبارك،،،،،،،،،،،،،، 


‏علىٰ عرفاتَ اليومَ جمعٌ مباركٌ

يُباهي بهِم ربِّي ملائكةَ السَّما


يُلبُّونَ حُبًّا، والبياضَ تَسَربَلوا

كغُرَّةِ خيلٍ أدهَمٍ هامَ في الحِمىٰ


فيا ليتَ شِعري إن بدا ليَ طيفُهُمْ

شدا طيرُ أشواقي، ونَبضيَ حَمْحَما


وكبَّرَ قلبي، ثمَّ أسبَلْتُ أدمُعي

كغيثٍ علىٰ نارِ الصبابةِ قد هَمىٰ


‏فيا صبرَ صَبٍّ تشتكي روحُهُ الأسىٰ

وكم بثَّ أحزانًا به، وتألَّما


ويا لوعةَ المشتاقِ، يا وجدَ عاشقٍ

ألَا خَفِّفا عن روحيَ الحُزنَ، وارحَما!


ظمِئتُ، فمَن يروي بمكَّةَ ظامئًا

ويسقيهِ مِن يُمْناهُ حُبًّا وزَمْزَما؟!


لأُسكِتَ آهاتي، ويَسكُنَ خافِقي

ويَنطِقَ حُلْمي بعدما كان أبكَما!


‏سوى الكعبةِ الغرَّاء ما لي حبيبةٌ

بها هامَ قلبي، ثمَّ حجَّ وأحرَما


وما ضَمّني إلّا "الحطيمُ" بحِجْرِهِ

و"مُلتزَمٌ" حَنَّ عَلَيَّ وسَلَّما


فدًى لكِ يا أمَّ القُرىٰ كلُّ عاشقٍ

ومن باتَ صبًّا وامِقًا ومُتيَّما


فُديتِ بروحي بكَّةَ الحبِّ والهوىٰ

فضُمِّي ذليلًا جاءكِ اليومَ مُغرَما


‏إلٰهي، ترىٰ دمعي، ترى البَين هَدَّني

فأكتمُ حزني ثمَّ أُبدي التَّبسُّما


ولا يُبرِئُ المَكْلومَ وَصلٌ، وإنَّما

رضاكَ وعفوٌ منكَ ربًّا ومُنعِما


إلٰهي، ولم ألجَأ لغيركَ مُخبِتًا

ألَا فاجبُرَنْ قلبًا بفَقدٍ تحطَّما 


وهَبْ لي حياةً ملؤها الحبُّ والرضا

بها ليلُ آلامي وبؤسي تصرَّما


‏إلٰهيَ، فرِّجْ كُلَّ ضِيقٍ وكُربةٍ

أنِرْ دربَ آمالي إذا الدَّربُ أظلَما


فإنِّي إذا ضاقَت علَيَّ مشاعري

كتمْتُ الهوىٰ، لٰكِنَّ دمعي تكلَّما


إلٰهيَ، صُبَّ الغيثَ عفوًا ورحمةً

يبُلُّ ثَرًى ضَمَّ الأحبَّةَ نُوَّمَا


فقد كانتِ الأيَّامُ عيدًا بقُربِهِم

ومُذ رحلوا أضحَتْ حياتيَ مأتما


‏فما عادَ لي في هٰذهِ الدَّارِ سَلوةٌ

تجرَّعْتُ فيها علقمًا ثُمّ علقَما..


سِوىٰ أنَّها تفنىٰ، وتفنىٰ هُمومُنا

فحسبيَ أن أرقىٰ إلى اللهِ مُسلِما


‏سلامي إلى الحُجّاجِ بالدَّمعِ صُغتُهُ

وأودعتُهُ طيرًا بحُبٍّ ترنَّما


سلامي إليهمْ، سلَّمَ القلبُ كُلَّما

جرَتْ باشتياقٍ في شرايينِهِ الدِّما


سلامي إليهم ما أنِسْتُ بذِكرِهِمْ

وما آنسَ البدرُ اللَّيالي وأنجُما


سلامي إليهم موسِمًا بعدَ موسِمٍ

مضىٰ موسِمٌ، والرُّوحُ تشتاقُ موسِما

‏بشَفْعٍ ووتْرٍ أقسَمَ اللهُ ربُّنا

وقبلَهُما بالفجرِ و"العَشْرِ" أقسَما


فلله عبدٌ نال فيها فضائلًا

ومَن حَجَّ بيتَ اللهِ، والشَّرعَ عظَّما

#نافز_ظاهر

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية