(الحب والحياة إلانسانية) /بقلم الاستاذ/أ. د/محمد موسى
"الحب والحياة والإنسانية " - 7
"أراكَ عصي الدمع"
قد لا يعرف الكثيرين منا ، أن لحضور حفلة للسيدة " المغفور لها بإذن الله" ام كلثوم كان يلزم أن تحضر إلى مبنى التليفزيون المصري بمسبيرو على كورنيش نيل القاهرة أولاً ، وذلك عندما كان يعلن في الجرائد أن باب حجز التذاكر للحفلة يفتع من الساعة الثامنه صباحاً ، وكنت أذهب في السابعة والنصف وأصعد للدور العاشر حيث مكتب إصدار تذاكر الحفل ، فإذا الطابور يجعلني حتى أقف في دوري أخره ، أن أنزل حتى الدور السادس أو الخامس وكانت تعطى لكل من يحمل بطاقة شخصية (ID) (مثلي فقد كنتُ صغيراً ولكن جسمي كان أكبر من سني حيث كنت العب في النادي الأهلي في القاهرة ) تذكرة واحدة فقط ، ومهما قلت من أسباب وتعللت لا يسمح لمثلي إلا بتذكرة واحدة ، ولمن يحمل بطاقة عائلية (ID) تذكرتان ، وكان الموظف يقوم بملىء نموذج وتوقع عليه ، ولم أهتم مرة مرة ما في هذا النموذج فالفرحة كانت تشغلني ، وكانت تذكرتي دائماً في الصف الأخير في سينما ديانا حيث تقام حفلاتها ، وتعرفت على بلاسير وهو (الشخص الذى يحمل البطارية ليجلس المتفرجين في الظلام) وأتفقت معه أن اُعطيه تذكرتي ومعها جنيه وأحد وهو مبلغ ليس بالقليل ، فتذكرة الحفل التي معي كان ثمنها جنية واحد ، على أن يضع لي كرسي خشبي طبعاً يمين أو يسار القاعة في الأمام بجوار باب الخروج المضىء (Exit) ، بهذا الشكل كنت وكأني أجلس في الصفوف الاولى في الحفل ، ويبيع هو تذكرتي في خارج السينما بمبلغ كبير (وقتها) حوالي عشرة جنيهات ، وهذا لا يعنيني المهم بهذا الكرسي إقتربت من محبوبتي ، فأنا أجلس في الصفوف الأولى لها كما كل المحبين من الصفوة ، ولا أعلم من أين أتت لي هذه الفكرة العبقرية فيبدو من عشقي رغم صغر سني لها ، وإجتمعنا مرة ونحن مازلنا طلاباً في سنواتنا الأولى في الجامعة ، وحدثت بيننا مباراة في الشعر ، أي من أبيات الشعر الذى غنتها السيدة أم كلثوم هي أجمل في نظر كل منا ، (وهكذا كان جيلنا يتسامر) ، وقال كل منا ما قال حتى إنتهى بنا القول إلى أن أجمل بيت شعر معبر غنته السيدة أم كلثوم هو " وما أنا بالمصدق فيكَ قولاً ولكنى شقيتُ بحسن ظني" من قصيدة "أراك عصي الدمع" للشاعر العباسي أبي فراس الحمداني ، وهكذا عشنا الحب بالكلمات ، حتى إقتربنا منه في الحقيقة فأحترمناه ، وأقام كل منا له فى قلبه القصور والورود وأجمل الألحان ، وأصبحت الفتاة عند كل منا زهرة تستحق منا الإهتمام والتقدير والإحترام ، وأمتدت علاقاتي بها وكأنها أمي التي لا يمكن لي أن أقدم لها بعض من الفضل الذي كان منها.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية